موضوع: بوتفليقة يجمع شمل الأسرة الثورية في قصر الشعب الأحد نوفمبر 01, 2009 11:54 pm
تلقى رئيس الجمهورية أمس بقصر الشعب بالجزائر العاصمة التهاني بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 55 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954 المجيدة من الرئيس السابق أحمد بن بلة وكذا الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة السيد علي كافي، وغاب عن الحفل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد لأسباب يبدو أنها صحية، وغاب عنها أيضا الرئيس السابق اليامين زروال الذي اعتاد الغياب دائما عن مثل هذه المواعيد· وتلقى رئيس الجمهورية التهاني من كبار المسؤولين في الدولة وكبار ضباط الجيش الوطني الشعبي وأعضاء الحكومة وشخصيات تاريخية ووطنية ومن مجاهدين ومجاهدات·
وتلقى الرئيس بوتفليقة التهاني أيضا من ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وإطارات الأمة إلى جانب وجوه ثقافية ورياضية معروفة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر·
ومن جانب آخر، كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل التحاقه بقصر الشعب لتلقي التهاني قد تنقل إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة أين ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمناسبة الذكرى الـ 55 لاندلاع ثورة أول نوفمبر· وقد وضع الرئيس بوتفليقة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية·
وقد حضر هذه المراسم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري والوزير الأول أحمد أويحيى وبوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء أحمد قايد صالح وأعضاء من الحكومة·
وكان رئيس الجمهورية قد ألقى خطابا هاما أول أمس أمام المجلس الدستوري بمناسبة مرور سنة على تأسيسه، منوها بدور هذا الأخير خلال العقدين السابقين، حيث قال إن المتتبع للفقه الذي أصدره المجلس الموقر خلال العقدين السابقين يلاحظ أن هذه الهيئة قد أدت المهمة الموكلة إليها من حيث أنها الحارس الساهر على احترام الدستور والمانع لكل تعسف، فقد ألزم المجلس الدستوري كلا من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية بضرورة عدم تجاوز اختصاص كل منهما والبقاء في الإطار الذي حدده لها الدستور تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات·
وأكد رئيس الجمهورية أن حركية القضاء الدستوري وتطوره تندرج ضمن مسار التطور العام للمجتمع ومن ثم فإن المرحلة الجديدة التي تعيشها بلادنا وما تشهده من تنمية متسارعة وتطور في مختلف المجالات تقتضي إعطاء العناية القصوى لموضوع الرقابة الدستورية·
وذكر بوتفليقة بأن الرقابة الدستورية ثقافة شأنها شأن الديمقراطية تحتاج إلى زمن طويل من الخبرة والممارسة لتغدو جزءا طبيعيا لا يتجزأ من ثقافتنا اليومية وواقعنا السياسي·
وخاطب الرئيس الحضور «لا ريب أنكم تشاطرونني الرأي في أن الطريق إلى الديمقراطية ودولة القانون طويل وشائك يتطلب الكثير من الحكمة والصبر والعمل المتواصل بل يقتضي الكثير من الجهد والتضحية»·
وقال بوتفليقة إن الجزائر الناهضة الساعية إلى مواكبة المستجدات الدولية والاندماج الإيجابي في مسار العولمة نأمل أن تكون حاملة للسلم والازدهار بلا إقصاء لكل الأمم، تحرص كل الحرص على ترسيخ دولة الحق والقانون في مجتمع ديمقراطي عصري وأصيل وتتطلع إلى تبوء مكانة متميزة بين الدول من حيث تعلقها بمبدأ سيادة الدستور·
واغتنم الرئيس الفرصة لكي يشجع المجلس الدستوري على نشر الثقافة القانونية الدستورية، داعيا جميع الهيئات الوطنية وخص بالذكر المجلس الدستوري إلى التفتح أكثر على محيطها الوطني بالتواصل مع الجامعات ومراكز البحث وفتح الأبواب أمام الباحثين ورجال القانون والطلبة للإطلاع على ما يقومون به والاستفادة من الرصيد الفقهي الذي يزخر به المجلس الدستوري تعميما للثقافة الدستورية ونشرا لقيّم المواطنة·