الهدوء يعود إلى ديار الشمس وعملية إحصاء السكان تنطلق
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 306 تاريخ التسجيل : 23/10/2009
موضوع: الهدوء يعود إلى ديار الشمس وعملية إحصاء السكان تنطلق الأحد نوفمبر 01, 2009 11:56 pm
تتأهب 1500 عائلة بحي ديار الشمس بالمدنية بالعاصمة إلى الترحيل إلى سكنات جديدة بعد الوعود التي أطلقتها الهيئات الوصية، والتي تفيد بترحيل العائلات على دفعات ليتم توزيع 300 وحدة سكنية في كل دفعة، بحيث تنفس السكان الصعداء كون أن تلك الحلول ستزيح عنهم الهم والغم والمحن التي عاشوها منذ الاستقلال من جراء ضيق تلك السكنات التي لا تليق أن تكون سكنات نظراً لفقدانها معايير السكن المريح فهي في الغالب تشمل غرفة واحدة ومطبخاً، وقد انطلقت عمليات إحصاء السكنات نهاية الأسبوع الفارط، ليستبشر جل السكان خيراً كون أن تلك السكنات الجديدة تعدُّ بمثابة المفتاح السحري الذي سيمكِّنهم من تحقيق آمالهم وطموحاتهم التي طالما حلموا بها وتزويج أبنائهم الذين قارب الكثير منهم العقد الخامس
·
ستنطلق عملية الترحيل على الأرجح في شهر فيفري من العام القادم ليكون انطلاق عملية إحصاء السكنات بشرى خير لجل القاطنين بالحي، والتي انطلقت يوم الخميس الفارط وشهد حيوية منقطعة النظير جسدها التهافت على مصالح الحماية المدنية بالملحقة البلدية، لاستخراج الوثائق المطلوبة في تكوين ملف السكن، بعد أن منحت في السابق للسكان استمارة لملئها وتبيين المعلومات الضرورية التي تتمحور حول عدد الأفراد، وكذا تدوين طبيعة شغل محل السكن هل هي ملكية أم إيجار، وقد تجاوب معظم السكان مع عملية الإحصاء لأنها الإجراء الأول الذي يسبق ترحيلهم إلى سكنات جديدة واسعة تنسيهم ما تجرعوا مرارته في تلك السكنات الضيقة التي تجمع العديد من الأفراد وفي بعض الأحيان حتى الكنات اللائي استعن هن وأزواجهن بشرفة المنزل التي لا تتعدى 3 أمتار طولاومتراً ونصف متر عرضا· وهو الخيار الذي أنقذهم من بناء البناءات الفوضوية التي استعان بها عدد ليس بقليل من شبان الحي بعد زواجهم، نظرا لاستحالة البقاء مع عائلاتهم المتعددة الأفراد· تلك المشاكل والعقبات هناك من أبناء الحي من تمكن من تخطيها بعد تسلحهم بالصبر ومناجاة الله تعالى أن يعوضهم خيرا، لكن هناك من انحرف وضل الطريق بدليل أن الحي يشمل على العديد من المراهقين الذين اتبعوا طريق الضّلال بتعاطيهم المخدرات ودخولهم في عراكات يومية فيما بينهم، والتي يكون مآلها دوما السجن وتكلفهم سنين من عمرهم وما إن يغادروا السجن حتى يصطدموا بنفس الوضعية، ضيق خانق، بطالة، ليعاودوا الدخول حيث كانوا قابعين، فالواقع مر ومزري بذلك الحي·
تلك الانحرافات السلوكية التي لم تأتِ من العدم بل كانت وراءها ظروفٌ اجتماعية مزرية؛ فقر، ضيق السكن، انعدام فرص العمل··· مما ولَّد إصابة العديد من أبناء الحي بأزمات نفسية، ومنهم حتى من فقد عقله، لنتوصل في الأخير أن أحداث الشغب التي جرت وقائعُها بالحي في يوم 19 و20 فيفري الصارم لم تأت هكذا من لا شيء، بل كانت نتيجة صبر سنين طويلة ضاق منها هؤلاء الشبان وعائلاتهم ذرعا فخرجوا إلى الشارع ونار الغضب تثير أعصابهم، وطالبوا بحقوقهم الشرعية كحق السكن وحق العمل ولو كانت الطريقة المستعمَلة فيها نوع من المبالغة إلا أنها أتت بثمارها وتمكنوا من إيصال صوتهم وصوت العديد ممن يعانون نفس المشاكل إلى القاضي الأول للبلاد الذي لم يبخل ولن يبخل أبدا عن إمداد يده إلى شعبه الذي زكاه في يوم ما بأغلبية ساحقة فاقت 13 مليون صوت· وعن هذا قال أحدُهم: وضعنا الثقة في اللجنات التي تعاقبت وزعمت أنها ستتكفل بمشاكل الحي وتُخرجه من المأزق، إلا أنه لا حياة لمن تنادي ونحن لم نختَر هذه الطريق إلا بعد اليأس الذي بات يخنقنا ونحن في ريعان شبابنا، وقد أثبت سكان الحي وجودهم في كافة المناسبات الوطنية كونهم يعدّون من السباقين الأوائل لمكاتب الاقتراع في أغلب الانتخابات مهما كان نوعها، ناهيك عن المناسبات الوطنية الرياضية التي يبتهجون لها، آخرها كانت احتفالاتهم بانتصارات الفريق الوطني فهم ليسوا ضد البلد وأناس مسالمون لم يصلوا إلى انتهاج ذلك الأسلوب العنيف إلا بعد انسداد جل السبل الودية الأخرى·
الهدوء يعود إلى ديار الشمس وعملية إحصاء السكان تنطلق