موضوع: خوف فرنسا من الغزو الاعلامي العربي السبت أكتوبر 24, 2009 12:57 am
يصل عدد البيوت المجهزة بالأطباق اللاقطة في فرنسا، حسب مصادر رسمية إلى 5 ملايين، لكنها قد تتجاوز ذلك بكثير، إذا علمنا أن العديد من المهاجرين يأتون بهذه الأجهزة من أوطانهم الأصلية، حيث تباع بأثمان زهيدة، ويفلتون من الإحصاءات التي تعتمد على نسبة الشراء في الأسواق الفرنسية. الأتراك والأفارقة، يقبلون بشدة على هذه الأجهزة، لكن الجالية المغاربية والعربية هي اكثر شغفاً من غيرهما ببرامج الفضائيات. وقد سارعت أوساط رسمية فرنسية إلى التنديد بخطر الانطواء الثقافي والتأثير السلبي لبعض البرامج الدينية، في نمو التطرف الديني. والحقيقة أن تعلق المهاجرين اللافت هذا بمشاهدة المحطات الفضائية العربية، يطرح مسألة فشل سياسة اندماجهم في المجتمع الفرنسي، وهي السياسة التي تنتهجها فرنسا كبديل عن سياسة التسامح مع التعددية، المعمول بها في بريطانيا والولايات المتحدة. وكان أكثر من تقرير للهيئات التي تختص بدمج المهاجرين في المجتمع، قد أشار إلى أن إقبال المهاجرين على متابعة برامج هذه القنوات، أثّر سلباً في الطموحات الرامية إلى تجنب عزلة هذه الجاليات. فالتواصل اليومي لهؤلاء مع مجتمعاتهم وثقافتهم الأصلية، سواء عن طريق الفضائيات أو الانترنت، يضعف صلتهم وانفتاحهم على المجتمع الغربي، إلى درجة أنهم باتوا أحياناً كأنهم غير معنيين بما يحدث في المجتمع الذي يعيشون فيه، خاصة أن هذه القنوات تتناول أساساً الأخبار المتعلقة بالعالم العربي، ولا تذيع برامجها إلا باللغة العربية واللهجات المحلية. وقد لاحظ الخبراء الذين اهتموا عن قرب بهذه المسألة تسببها بانتشار بعض الظواهر، * كتفاقم حجم العزلة الاجتماعية للأسر المهاجرة، * إضافةً لتراجع مستوى اللغة الفرنسية عند بعض الشرائح كالنساء الماكثات في البيوت والأطفال دون سن الدخول للمدرسة، * بسبب تغييب هذه اللغة في البيوت على حساب العربية التي تنقلها الفضائيات طيلة اليوم. * بالرغم من ذلك فإن رئيس المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري c.s.a دومنيك بوديس يقول: ليس لدينا مشاكل مع القنوات العربية، لكن من الضروري تنظيم كل ما تبثه القنوات لضمان حماية المجتمع وصيانته مما سماه «المواد الضارة». بالفعل فمنذ بداية بث هذه القنوات في فرنسا، لم يحدث أي إقصاء لأي واحدة منها باستثناء قناة «المنار»، التابعة لـ«حزب الله» التي مُنع بثها في فرنسا سنة 2004 بقرار من مجلس الدولة الذي اعتبرها تحث على العنف ومعاداة السامية. حدث هذا في الوقت الذي عقدت فيه عدة قنوات عربية، لا سيما المغاربية اتفاقات شراكة مع المجلس الأعلى للإعلام ووزارة الثقافة لكي يتم بثها بواسطة شبكة التلفزة السلكية. بعض البلديات في باريس كانت قد أصدرت قراراتها بمنع تثبيت الأطباق على الشرفات بحجة تشويهها لمنظر الأحياء، وهددت بغرامات مالية لمن يخالف هذه القوانين، لكن حاجة المهاجرين لمثل هذا المتنفس الثقافي والإعلامي كان أكبر. التوجه الفرنسي الذي ينبذ تمايز الجاليات، ويعمل على دمج المهاجرين في قالب ثقافي واحد، منَع ظهور قنوات وبرامج خاصة بهم، كالنماذج التي نراها منتشرة في دول كالولايات المتحدة، حيث توجد قنوات ناطقة بالاسبانية والبرتغالية والصينية، إضافةً إلى تمثيل ضعيف جدا للأقليات العرقية في وسائل الإعلام الفرنسية، مما جعل هؤلاء لا يتعّرفون على أنفسهم في ما يقدم لهم. وقد كشفت دراسة إعلامية على أنه من مجموع 617 برنامجا تلفزيونيا ترفيهيا قُدم ما بين 2 يوليو (تموز) 2004 و 31 يوليو 2005، سبعة فقط قدمها فرنسيون من أصول عربية، مع العلم أن 5 منها لنفس المقدم المعروف «ناجي» صاحب الأصول المصرية. وقد كان تعيين مقدم برنامج أسود في نشرة الثامنة قد أثار الكثير من الجدل، إلا أنه لم يستمر في منصبه سوى شهرين، في نفس الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تسجل تقاعد واحد من أهم مقدمي برامج قناة «ام. إي. تي. في» وهو ينتمي للأقليات بعد أن شغل هذا المنصب طيلة 15 سنة ! المهاجرون لا يجدون انفسهم أيضا في الحملات الدعائية التي تقدم من دون ان تعكس حقيقة النسيج الاجتماعي. وقد توصل مكتب فحص الدعاية بعد دراسة قام بها على مجموع 100 ألف حملة إعلانية إلى أن تمثيل الأقليات العرقية فيها لم يتعد نسبة 3%. وهي نسبة ضعيفة جداً، إذا علمنا أن نسبة المهاجرين تصل إلى أكثر من %10 من سكان فرنسا. كذلك فإن مواضيع الأفلام والمسلسلات المنتجة لا تعكس واقع التركيبة الاجتماعية. فمن بين عشرات المسلسلات المنتجة هذه السنة، اثنان فقط مثّل فيهما أشخاص يتحدرون من أقليات عرقية، من دون أن نرى أي مسلسل يتناول الحياة اليومية لهذه العائلات. الإقبال على مشاهدة القنوات الفضائية العربية يسجل أعلى مستوياته عند الجيل الأول من المهاجرين الذين عاشوا جزءاً من شبابهم في أوطانهم الأصلية وتشبعوا بثقافاتها. هذا ما توصلت إليه دراسة جامعية للباحثة دليلة محجوب من جامعة مرسيليا وألك هركرفز من جامعة لوثبورو من بريطانيا، بعنوان «الأطباق اللاقطة والاستهلاك التلفزيوني للمهاجرين» والتي بينت أن الآباء هم أول من يبدي رغبته في تجهيز البيت بمثل هذه الأجهزة، وحتى إن حدث واقتناها الأبناء فغالباً ما تقدم كهدية للآباء. وجود مثل هذه الأجهزة في بيوت المهاجرين يبدو كنوع من تحصيل حاصل ورّد فعل طبيعي على التهميش الاجتماعي والثقافي الذي يعانيه هؤلاء في المجتمعات الغربية. فالسواد الأعظم من المغاربة الذين قدموا إلى فرنسا منذ ستينات القرن الماضي، ليست لهم مؤهلات علمية ولا يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة، وهو ما جعل عزلتهم تتفاقم. لكن تنوع برامج التلفزيونات العربية، بما يناسب كل المستويات، يبدو وكأنه أتى ليشبع أكثر حاجتهم ويلبي الغرض في ما يخص اهتمامتهم وميولهم الثقافية الحقيقية.
الامبراطور
Admin Admin
عدد المساهمات : 306 تاريخ التسجيل : 23/10/2009
موضوع: رد: خوف فرنسا من الغزو الاعلامي العربي السبت أكتوبر 24, 2009 12:57 am
الردود يا جماعة
algeriano عضو جديد
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 37
موضوع: رد: خوف فرنسا من الغزو الاعلامي العربي السبت أكتوبر 31, 2009 1:02 pm